الشاهد أن الطوفان الذي هو بمعنى: الماء الذي أرسله الله تبارك وتعالى عقوبة على قوم نوح؛ بسبب كفرهم وذنبوهم، والحدث الذي يتحدث عنه الناس في مختلف الحضارات والشعوب على أنه حدث يوماً ما للجنس البشري، وأن هناك من نجا منه وهناك من غرق؛ هذا هو المقصود في هذا اللقاء.
هذا الحادث -وهو الطوفان- مُـجمع عليه تقريباً لدى جميع الشعوب, حتى التي لم يكن بينها أي تواصل أو تلاقي.
فمثلاً: نجد أن كتاب: قاموس الآلهة والأساطير ألَّفه ثلاثة من الألمان, وهو يتحدث تحت مادة الطوفان المعربة فيقول: إن تصور طوفان عام شامل غطى سطح الأرض هو تصور موجود, ليس فقط في الأساطير الرافدية؛ بل في أساطير حضارات كل الشعوب.
البعض -وهم الباحثون في الأنتربولوجيا أو بمقارنة ثقافات الشعوب- عندما قالوا: إن الطوفان هو الخرافة المشتركة بين بني البشر فهم يقصدون بذلك: أن أي شعب تذهب إليه تجد عنده حديثاً عن الطوفان، وإن اختلفت هذه الأحاديث؛ حتى الجزر النائية مثل: جزر فيجي أو بعض المناطق في المحيط الهادي -ولعلنا نأتي إلى هذا إن شاء الله- المقصود: أن وجود هذه الحادثة ووقوعها مشترك فعلاً بين البشر.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع